-->
U3F1ZWV6ZTIwMjU4MzgxOTMzMTAyX0ZyZWUxMjc4MDczOTA4MzAwOQ==
اعلان

الاستثمار في الأبناء... الثمرة التي لا تخيب

الاستثمار في الأبناء.



 الاستثمار في الأبناء... الثمرة التي لا تخيب 



الاستثمار في الأبناء: الثروة التي لا تقدر بثمن :

في عالمٍ يمتلئ بالحديث عن الاستثمار المالي والعقاري والأسهم والمشاريع، كثيرًا ما ننسى أن هناك نوعًا آخر من الاستثمار، لا يُقدّر

 بثمن، ولا يخسر أبدًا، ولا يعرف الركود.


إنه الاستثمار في الأبناء.

هذا النوع من الاستثمار لا يُبنى بالمال فقط، بل يُبنى بالقلب، والعقل، والوقت، والتفاني.


فالأبناء ليسوا مشروعًا يُدار بالأرقام، بل أرواحٌ تتشكّل، وعقولٌ تُبنى، وقلوبٌ تنتظر الحبّ

 والحنان والتوجيه.

الاستثمار في الأبناء يعني أن نزرع فيهم القيم، والمبادئ، والوعي، والمعرفة، والمهارات،

 منذ نعومة أظفارهم، على أمل أن نحصد

 لاحقًا ثمارًا طيبة في سلوكهم، واستقامتهم، ونُضجهم، وقدرتهم على النجاح في الحياة.

هذا الاستثمار لا يُعطي نتائجه في يوم وليلة، بل هو مشروع طويل الأمد، يُبنى بالصبر،

 ويُروى بالحبّ، ويُنضج بالقدوة.

لماذا الاستثمار في الأبناء هو الأهم؟

  1. لأنه يبقى حين يفنى كل شيء.

  2. المال قد يضيع، العقارات قد تُهدم، لكن القيم التي نزرعها في أبنائنا تبقى، وتُثمر، وقد

  3.  تنتقل حتى إلى أحفادنا.

  4. لأن الأبناء هم امتدادنا الحقيقي.
    كل ما نغرسه فيهم من خير، يُضاف إلى رصيدنا في الدنيا والآخرة.

  5. لأننا لا نربّي أفرادًا فقط، بل نربّي مجتمعًا.
    فكل طفل نُحسن تربيته اليوم، هو رجلٌ صالح أو امرأة عظيمة في الغد، تسهم في بناء

  6.  أمة قوية ومتحضّرة.


كيف نُمارس هذا الاستثمار عمليًا؟

أولًا: الاستثمار في الأخلاق

  • علّم ولدك الصدق قبل أن تعاقبه على الكذب.

  • اغرس فيه الأمانة، والاحترام، والتواضع، والانتماء، من خلال سلوكك أنت، لا

  •  بكلماتك فقط.

  • اجعل البيت بيئةً أخلاقيةً آمنة، فالطفل يكتسب أولى مبادئه من جوّه الأسري.

ثانيًا: الاستثمار في التعليم والمعرفة

  • لا تقتصر على متابعة علاماته المدرسية، بل راقب كيف يُفكّر، كيف يُحلّل، وما الذي

  •  يشدّ انتباهه.

  • وفّر له كُتبًا، قصصًا، مصادر علمية، واصطحبه إلى معارض ومكتبات، وشاركه

  •  حب المعرفة.

  • حفّزه على التساؤل، ولا تُطفئ فضوله.

ثالثًا: الاستثمار في المهارات الحياتية

  • علّمه كيف يُعبّر عن مشاعره، كيف يتعامل مع الغضب، كيف يحلّ المشكلات.

  • علّمه تحمّل المسؤولية منذ صغره، وكيف يعتني بنفسه، ويُنظّم وقته.

  • شاركه في الأعمال البسيطة في البيت، وأشركه في اتخاذ بعض القرارات المناسبة لسنه.

رابعًا: الاستثمار العاطفي والنفسي

  • لا تُشعره أنه يجب أن يكون مثاليًا، بل أن يكون سعيدًا ومتوازنًا.

  • امنحه حضنًا دافئًا وكلمة طيبة قبل أن تُمطره بالملاحظات.

  • كن ملجأه لا خصمه، صديقه لا خصمه، وداعمه في الفشل قبل النجاح.


متى نبدأ في الاستثمار؟

يبدأ الاستثمار في الأبناء منذ اللحظة الأولى لميلادهم، بل من اللحظة التي نقرر فيها الإنجاب.

فالرعاية، والحنان، والقدوة، والحديث، واللعب، والقصص، وحتى نظراتنا، تشكّل جزءًا

 من هذه التربية المستمرة.

كل لحظة نقضيها مع أبنائنا هي فرصة ذهبية نُشكّل فيها إنسانًا جديدًا.


ماذا سنجني في النهاية؟

حين نُحسن تربية أبنائنا، فإننا نغرس فيهم شجرة تمتد جذورها في الأرض، وترتفع

 أغصانها إلى السماء.

  • أبناء يعرفون معنى الرحمة والمسؤولية.

  • شبابًا يُضيئون دربهم ودرب غيرهم.

  • دعوة صادقة في ظهر الغيب لا تُقدّر بثمن.

  • لسنا مطالبين بتربية أبناء مثاليين،

  • لكننا مسؤولون عن تقديم أفضل ما نستطيع،\

  • بكل حب، وبلا تهاون، وبلا يأس.


لاستثمار في الأبناء لا يحتاج إلى ثروة... بل يحتاج إلى وعي.


وكل دقيقة نقضيها في تربيتهم، هي بمثابة حجر في بناء مستقبلهم، بل مستقبل الأوطان

 كلها.

فلنزرع في قلوبهم النور، وفي عقولهم الوعي، وفي أفعالهم الخير

فهم الثمرة... وهم الأثر الباقي بعد أن نغيب.

في زمنٍ تكثر فيه النصائح حول الاستثمار المالي، وتتنافس العقول في البحث عن أفضل

 عائد وأسرع ربح، يغفل كثيرون عن أعظم

 استثمار يمكن للإنسان أن يقوم به...

نعم، الأبناء هم الثروة الحقيقة، وهم المرآة التي تعكسُ ما زرعناه من قيم، وما غرسناه من

 مبادئ، وما قدّمناه من رعاية وتوجيه.

لماذا نُسميه استثمارًا؟

لأن التربية ليست لحظة عابرة، بل مشروع طويل الأمد، يتطلّب:
🔹 تخطيطًا،
🔹 ورؤية واضحة،
🔹 وصبرًا،
🔹 ومتابعة مستمرة،


تمامًا كأي استثمار ناجح في الحياة.

لكن الفرق هو أن العائد هنا لا يُقاس بالأرقام، بل يُقاس بالنجاحات، والاستقامة، والرضا،

 وأحيانًا... بدعوة صادقة في جوف الليل.

مجالات الاستثمار في الأبناء:

  1. الاستثمار في الأخلاق والسلوك

  2. علّم ولدك أن يكون صادقًا، متواضعًا، رحيماً... فالأخلاق تبقى حين يزول كل شيء.

  3. الاستثمار في التعليم والمعرفة

  4. ليس التعليم المدرسي فحسب، بل تعليم الحياة:

  5. كيف يُفكّر، كيف يُميّز، كيف يقرأ الواقع ويصنع مستقبله.

  6. الاستثمار في المهارات
    كالتواصل، وحلّ المشكلات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي.

  7. هذه المهارات تُكمل التعليم وتفتح الأبواب في الحياة العملية.

  8. الاستثمار العاطفي والنفسي
    الاحتواء، الإصغاء، الحنان، والدعم وقت الشدة...

  9. كل ذلك يُصنع في البيت، ويترك أثرًا لا يُنسى في نفس الطفل.

  10. متى نبدأ؟

    الاستثمار في الأبناء لا يبدأ عند المراهقة، بل يبدأ منذ اللحظة الأولى التي يُولدون

    فالكلمة التي تُقال في الصغر، تُزهر في الكِبَر.

  11.  فيها، بل حتى قبل ذلك، من خلال نضج

  12. والقدوة الصالحة تُغني عن مئات المحاضرات.

  13.  الأبوين وفهمهم لدورهم العظيم.

  14. ماذا نحصد؟

    حين تستثمر في ابنك أو ابنتك بالحب والتربية والاهتمام، فإنك تحصد:

     ابنًا يُكرّمك حين تكبر،
     ويدعو لك حين تغيب،
     ويترك لك أثرًا طيّبًا في الدنيا بعد رحيلك.

  15. لسنا مسؤولين عن نتائجٍ مثالية، لكننا مسؤولون عن البذور التي نزرعها.

  16. وغالبًا... ما تُثمر تلك البذور متى رُويت بالمحبّة، لا بالعنف، وبالحوار لا بالصراخ.

  17. أعظم استثمار في هذه الحياة هو الإنسان.
    والأبناء أمانة في أعناقنا، إن أحسنّا تربيتهم، فإننا لا نبني بيوتًا... بل نبني أوطانًا.

    فابدأ اليوم، لا بخطة مالية، بل بخطة تربوية،

  18. واجعل من ابنك مشروعك الأكبر، ونجاحه تاجًا على رأسك.









بقلم /الكاتبة سيدة حسن
تعديل المشاركة Reactions:
author-img

الكاتبه سيده حسن

انا سيدة حسن محررة وكاتبة صحفية وصاحبة تلك المدونة اعشق الكتابة بمعني أدق الورقة والقلم وسماع القصص والحكايات
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة