-->
U3F1ZWV6ZTIwMjU4MzgxOTMzMTAyX0ZyZWUxMjc4MDczOTA4MzAwOQ==
اعلان

العريس المزيف

العريس المزيف





 **حكاية "العريس المزيف"**


في يوم من الأيام، دخلت واحدة ست في أوائل التلاتينات على محكمة الأسرة في القاهرة،

 شكلها مكسور وقلبها مليان وجع. اسمها "نورا"، وكانت جاية ترفع قضية خلع على

 جوزها "أكرم"، اللي اكتشفت إنه طول الفترة اللي عاشت معاه كان مُمثل محترف...

 بس مش في السينما، في حياتهم الزوجية نفسها! 


نورا بدأت تحكي للقاضي حكايتها، وقالت:  

"يا سيادة القاضي، أكرم ده كان راجل على قد كلامه، وعامل فيها فارس أحلامي. جالي

 البيت يتقدّم لي، وكان لابس بدلة شيك، وعربية متأجرة شكلها آخر موديل، وقال إنه

 شغال مدير مبيعات في شركة كبيرة، ومرتّبه كويس. اتقدم بشياكة، وجاب شبكة غالية،

 وأهلي وافقوا عليه على طول. وأنا، زي أي بنت، كنت حاسة إني حظي حلو وطلعت من

 عنيّة على الجواز."  

لكن بعد الجواز بشهر، بدأت الحقيقة تطلع على وشها.  

"اكتشفت يا سيادة القاضي إن العربية اللي جايبها يوم الفرح كانت إيجار، وإن الشبكة

 دي كانت تقليد مش دهب حقيقي. كملت أدور ورا تفاصيل شغله، لأكتشف إنه مش مدير

 مبيعات ولا حاجة، ده بيشتغل فرد أمن على بوابة عمارة في الزمالك، وأصلاً مفصول

 من شغله عشان مشاكل كان عاملها!"  


نورا حاولت تكمّل حياتها وتحافظ على بيتها، لكن المفاجآت ما وقفتش عند كده.  

"كنت كل يوم أكتشف كدبة جديدة. يوم يقول لي إنه كان عنده شغل متأخر، وأكتشف إنه

 كان قاعد مع أصحابه في القهوة بيحكي لهم حكايات من وحي خياله. يوم يقولي إنه

 اشترى طلبات البيت ودفّعني تمنها وأنا أصلاً اللي كنت جايباها. حتى إيجار الشقة كان

 بيقنعني إني أدفعه عشان ظروفه! ده أنا كنت عايشة مع ممثل نصاب، كل حاجة فيه

 وهم!"  

أكرم كان بيحاول يبرر، وبيقول: "أنا كنت بحبها ومش عايز أخسرها، قلت أظهر قدامها

 بشكل أحسن عشان توافق تتجوزني. ولما عرفنا الحقيقة، ما كانتش حاجة تستاهل تدمر

 بيتنا."  

لكن نورا ما قدرتش تسامح كل الأكاذيب دي:  

"الحياة معاه كلها كدب يا سيادة القاضي. أنا حاسة إن الجوازة دي كانت فيلم، وأنا

 المخرجة اتضحك عليها!"  

في الآخر، القاضي استمع للطرفين، ونورا تمسكت بحقها في الطلاق عشان ما كانتش

 قادرة تعيش مع "حياة مزيفة". الحكم صدر بالخلع، ونورا خرجت من المحكمة

 بابتسامة بسيطة كأنها أخيرًا خلصت من الكابوس اللي كانت فيه.  

الحكمة من القصة :

دي واحدة من الحكايات اللي بتعبر عن قد إيه الثقة والصدق مهمين في أي علاقة،

 وإزاي الكذب ممكن يهدّ كل حاجة في لحظة.





بقلم /الكاتبة سيدة حسن 

تعديل المشاركة Reactions:
author-img

الكاتبه سيده حسن

انا سيدة حسن محررة وكاتبة صحفية وصاحبة تلك المدونة اعشق الكتابة بمعني أدق الورقة والقلم وسماع القصص والحكايات
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة