رضا والديها سبب جبر خاطرها
أنا بنت عمري عشرين سنة كنت عايشة مع مرات أبويا شوفت منها الاهانة والتعذيب
وكنت منتظرة اللحظة اللي أمشي فيها من البيتمع أول شخص يتقدم لي للجواز .
ومع أول شخص اتقدم لي وافقت من غير تفكير تم الجواز طلعت من كسرة خاطر بيت
ابويا الي كسرة أكبر وهي كسرة خاطر بيت جوزي وبعد عشرة سنوات انفصلت عن
جوزي بعد ما جبت منه ولد رجعت بيت أهلي وطلبت من والدي أكمل دراستي وأدخل
تمريض وكان قرار صح جدا ووافق ابويا ودخلت فعليا وفي أخر سنة من الدراسة اتصلت
عليا واحدة وقالت لي أنا أخدت رقمك من واحدة صحبتك وعايزة أقولك ان فيه شخص
عايز يتجوزك وشرطه الوحيد انك تتكلمي معاه قبل ما تدخلوا في موضوع الجواز
رفضت الفكرة وقلت لا يمكن قالت لي خلي الرقم معاكي وقت ما تحبي تتصلي عليه كلميه
واتفاهموا فانشغلت لمدة 8 شهور وفكرت وقلت ليه ما اتصلش عليه وأشوف ايه
الموضوع وفعلا اتصلت عليه وسألته عن اسمه قالي أحمد وفضلنا لمدة أسبوع نتكلم وما
شوفتش منه غير كل أدب وأثبت لي انه شخص مهذب وبعد أسبوع اتقدم لأهلي للجواز
والدي مش مرتاح للشاب خالص فرديت عليه أنا مطلقة ومعايا ولد ومافيش شاب هيقبل
يتجوز واحدة كده وصممت اني أتجوزه واضطر ابويا انه يوافق بس مش موافق يحضر
الفرح بصراحة مر عليا الكلام مرور الكرام كأني ما سمعته وكل اللي بأفكر فيه اني عايزة
أتجوز الشاب ده وخلاص وما كنتش عارفة انه بدل ما تبقي بدايتي هتبقي نهايتي .
وعرفت بعدها معني انك لازم تسمعي كلام أبوك وأمك وان كلامهم دايما مظبوط سافرت
مع جوزي للمكان اللي هنعيش فيه بس لاحظت بعد الجواز ان درجة حرارته دايما مرتفعة
وطلبت منه كذا مرة انه لاحظ يروح للدكتور وكان دايما بيرفض وللاسف حملت منه وبعد
فترة قصيرة اتصاب بالعمي والشلل وبقي علي فراش الموت وولدت ابني وفجأة دخل
جوزي غيبوبة ومات فسألت صديقتي هو انتي تعرفي ايه عن جوزي الله يرحمه علشان
يموت من غير ما أعرف ايه السبب ردت عليا أنا كنت فاكراك عارفة حقيقة مرضه ده
جوزك كان عنده ايدز وانصدمت صدمة عمري بجد وكنت حاسة اني بموت وخوفت جدا
من اللي جاي وللأسف ترك لي حاجتين الولد والمرض اللي أصابني واللي اكتشفته بعد
التحليل وقدرت احساس والدي لما رفضه .
وطبعآ بما اني ممرضة اعالج المرضى ومسئولة عن رعايتهم بمجرد ما طلعت نتيجة
تحليلي واتعرف مرضي اتحرمت من التمريض وروحت قسم اداراي تاني ورضيت باللي
ربنا كتبه عليا في السن ده عندي 30 سنة وعندي 3 اطفال وحاملة مرض معدي خطير
ومفيش شغل عشان اصرف على اولادي وقولت لأهلي على اللي حصل عاتبوني على
اللي عملته في نفسي وابتديت اتعالج في مستشفيات متخصصة وبدأت اتعايش مع المرض
وفجأة ابتدت ترجع الحياة تاني اتقدملي شاب زميلي سليم ومعافى ولم يسبق له الجواز
حبيت اشرحله مرضي قالي انا عارف انك مريضة وراضي بكل اللي فيكي كلم اهلي
فأبويا قالي ده شاب صغير واصغر منك ب 8 سنين وانتي مريضة ازاي كده فأترددت
شوية وللمرة التالتة عصيت ابويا وأهلي واتجوزت الشاب من غير حب وعيشت حياة
مستقرة لكن شرطه الوحيد انه ما يكونش له اولاد وبعدها طلب مني انه يبقى عندنا طفل
رفضت لكن قررت اني ما اخربش حياتي وبقيت حامل وبعد كل ده اكتشفت انه له
عاشقات وعلاقات نسائية كتير وقتها عرفت نظرة والدي للموضوع فأجهضت نفسي لكني
استمريت معاه مرة تانية وحملت تاني واجهضته وحملت تالت لكن المرة دي ربنا كان له
حكمة وما يحصلش اجهاض للطفل في الفترة دي سابني شهور طويلة لوحدي واكتشفت
انه متجوز وشرط اهلها الوحيد انه يطلقني بعد ما عرفوا انه متجوزني فصعبت عليا نفسي
اوي فطلبت منه الطلاق لكن مع الاسف كنت انجبت منه ولد ولحد تلك اللحظة اللي بحكي
لكم الحكاية هو ما يعرفش اني خلفت ابنه ،الغريب في الموضوع والحلو جدآ ان اولادي لم
يصيبهم المرض أما عن بنتي كانت جميلة وحنونة عليا على الرغم ان المرض تمكن مني
وهزلني لكن اتعلمت من الحياة ان نصيحة الاب والام لازم تؤخذ موضع الجد والاحترام
لان التجارب اللي هتمروا بيها في حياتكم بسبب انك ما سمعتيش كلامهم ونصايحهم
يخليكي تعرفي ان من بعد رضاهم ونظرتهم للامورهي الصح والحمدلله ولادي كبروا وانا
بتعالج وفي شغلي لسه مستمرة وان شاء الله عندي يقين اني هشوف اولادهم وهيكونوا
بخيرومن هنا هتنتهي قصة الانسانة المسكينة واتمنى نكون اتعلمنا منها شيء اننا نسمع
لنصائح الاكبر مننا خاصة الام والاب فهم من يملكون الخبرة والنظرة الثاقبة واكتر
المخلوقات خوف على اولادهم .
بقلم / الكاتبة سيدة حسن
إرسال تعليق