سرق البيت اللي اتربى فيه
عندما كان أحمد طفل صغير ماتت أمه وما كانش لاقي من حد حنان حتي أبوه مش لاقي
منه غير القسوة فكان بيعاقبه من غير سبب ولو اعترض علي العقاب كان بيطرده .
ولما يرجع البيت تاني كان بيراضي مراته علي حساب ابنه اللي هي بتعامل ابنه بقسوة
شديدة مش بيلقي ايد تتمد وتحن عليه وتأخده الي الاحساس بالأمان والرحمة وما كانش
والده رحيم ،وعلي الجانب التاني كان فيه صديق له اسمه عادل يحبه جدا هو وأهله .
في الوقت اللي كان بيلاقي فيها قسوة من ابوه ومراته بيروح عند بيت صديقه عادل
كانوا بيرحبوا به ويعاملوه أحسن معاملة ولما وصل الي المرحلة الاعدادية طلعه والده
من المدرسة واشتغل في ورشة للحدادة وحتي صاحب الورشة كان بيعامله بقسوة
وعنف اضطر يسيب الشغل وبقي جواه قسوة وحزن من كتر ما اللي حواليه بيعاملوه
وحش وبقي بينام مع أطفال الشوارع واتملا قلبه بالقسوة والحقد ولما وصل لمرحلة
الشباب بقي لص فقابله صديقه وطلب منه انه يرجع من السكة اللي ماشي فيها وهدده
علشان يخوفه بس انا هيتصل بالشرطة وكل ده طبعا كما عشان يحميه من نفسه وأفعاله
اللي زادت ويحميه من الأشرار اللي دخلوه السكة دي .
زعل أحمد أوي من جواه وحس ان صديق عمره هو كمان قاسي عليه وعايز يحبسه
وفي يوم من الأيام أهل عادل كانوا رايحين فرح في قرية جنبهم عرف بكده وأخد قرار
يدخل البيت بتاع صديقه ويسرقه وفجأة لقي والدة صاحبه موجودة بالبيت ما راحتش
الفرح معاهم وأول ما دخل الشاب والدة صديقه سألته انت عايز ايه يا ابني فلوس ولا
أكل فخجل أحمد من سؤال الست وخاصة انها الوحيدة اللي كانت حنينة عليه واتربي في
بيتهم فرد عليه أنا أسف ياأمي انا كنت داخل البيت أسرق وخاصة ان البيت فيه حاجات
غالية جدا وتجيب فلوس وبالرغم من كل اللي بيحصل الأم جهزت له الأكل والشرب وأنا
باتكلم معاه لقيت محفظة قدامي أخدتها وفتحتها ولقيت فيها فلوس كتير جدا ومع
الفلوس لقيت ورقة مكتوب عليها اسمه وهنا كانت المفاجأة لقي وصل باسم أحمد
مكتوب فيه مبلغ مالي كبير اتكسف من نفسه وبكي بكاء شديد وقال أنا جاي أسرق
البيت اللي اتربيت فيه واسرق الناس الوحيدة اللي كانت بتحبني وتحافظ عليا من
الشارع والأذي اللي كنت باتعرض له من أهلي ومن الناس بالشارع فقال لهم من الأن
هاستغفر الله العظيم من كل الذنوب ومش هارجع تاني للسرقة وهاكون انسان ملتزم
علشان ربنا يرضي عني وأكون انسان صالح أنفع نفسي والمجتمع اللي حواليا .
أم صديق قالت له عايزة أنصحك نصيحة يا ابني قالت له أنا عارفه ان قسوة قلب والدك
ومراته هي اللي عملت فيك كده بس صدقني برغم اي شئ حصل هانصحك نصيحة أم
تنفعك بالدنيا ويفضل أثرها بالدنيا والأخرة ارجع الي ربك واستغفره وارجع لوالدك
علشان هو مريض جدا ومحتاج وجودك معاه وخاصة بعد ما مرات أبوك اتخلت عنه
وتركته في مرضه لوحده وفعلا أحمد جري بسرعة الي والده واحتضنه حضن الشاب
اللي والده واحشه جدا وطلب من أبوه يسامحه وقاله أنا عمري ما هاسيبك لوحدك تاني
ولا اتخلي عن حضنك ( ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا
رحيما .)صدق الله العظيم
ونصيحة القصة دي عليكم ببر الوالدين وطاعتهم الا لو دعواك للشرك بالله وصدقوني
الام والأب نعمة كبيرة ووجودهم مهم جدا ونعمة وبركة ورزق وعطف وحنان واحتضان
مش بيحس بالقيمة دي والمعني ده الا اللي فقدهم ويتمني رجوعهم تاني للحياة .
بقلم/الكاتبة سيدة حسن
إرسال تعليق