دراسة علم النفس الاجتماعي ومجالاته
ينصب مجال هذه الدراسة علي عملية تفاعل الفرد مع غيره من الأفراد وما ينتج عن هذا
التفاعل من سلوك فان أهمية العلم ترجع بالدرجة الي أهمية الانسان ذاته ووجوده
وهكذا تظهر أهمية علم النفس الاجتماعي بصورة مباشرة في حياة الانسان اليومية
وبصورة مباشرة في حياة الأفراد في مجتمع معين وعلاقتهم بغيرهم من مجتمع أخر .
*الأهمية العملية المباشرة :
يحتاج المعلمون لعلم النفس الاجتماعي لفهم خصائص تلاميذهم كجماعة صغيرة في
فصل واحد تقوم بين أفرادها علاقات تحددها مراحل التنشئة وتسفر عن مظاهر التعاون
والتنافس والألفة والنفور والتعليم والتفكير الجماعي والأخصائي الاجتماعي يستعين
بعلم النفس الاجتماعي في فهمه وتوجيهه للتماسك الاجتماعي والقيادة والتعصب .
ورجال الصناعة يستفيدون من علم النفس الاجتماعي في فهم العلاقات الانسانية بين
العمال والروح المعنوية وعلاقة ذلك بالانتاج .
أما عن ضباط القوات المسلحة يحتاجون الي علم النفس الاجتماعي لفهم سلوك جماعة
الجنود وتوجيههم وتدريبهم ورفع مستوي الروح المعنوية والافادة من الشعور بالولاء
والتبعية في بناء شخصية المقاتل فهو يتواجد أينما وجد الانسان متفاعلامع غيره .
*الأهمية العامة العالمية :
تطورت الأهمية العامة العالمية لعلم النفس الاجتماعي منذ نشأته الأولي فبدأت متشائمة
بالانذار من المشكلات الحتمية للمستتقبل وتطورت متفائلة الي بناء ذلك المستقبل
ومعالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية ومشكلات النقد وحرية الأسواق وتجنب
العدوان والحرب لتحقيق الأمان والطمأنينة والسلام .
*الانذار من مشكلات المستقبل :
للانذار بالمشكلات أهمية لاتقل في كثير من الأحيان عن عملية توجيه النشاط
الاجتماعي التي تبناها علم النفس الاجتماعي في تطوره الحديث فهو يعتمد علي التنبؤ
العلمي بأحداث الغد ومن هذا التنبؤ نفسه نشأ علم جديد يسمي الأن علم المستقبل وهو
يهدف الي رسم صورة للحياة في المستقبل القريب والبعيد والحاضر لأحلام الغد .
*بناء المستقبل :ذهب أوجست كونتالي أنه في استطاعة الانسان أن يصلح من شأنه
بدراسة الجوانب الاجتماعية من الظواهر النفسية ألم يتمكن الناس من اصلاح أحوال
معيشتهم المادية عن طريق دراسة العلوم الطبيعية وأحوالهم الصحية عن طريق دراسة
العلوم البيولوجية الحيوية لذلك وجب توقع الخير من دراسة علم النفس الاجتماعي .
*معالجة المشكلات السياسية :
غالبا ما تنشأ الأزمات السياسية عن ضعف الثقة بين فرد وفرد أخر وبين جماعة وأخري
وأمة و أخري وقد تنشأ هذه الأزمات عن مطامع فرد أو جماعة او عن اتجاهات عدائية
بينهم ،او مفاهيم خاطئة حول هذه الجماعة .
*معالجة المشكلات الاقتصادية : يسهم علم النفس الاجتماعي في حل تلك المشكلات عن
طريق دراسة السلوك الاقتصادي للافرادوالجماعات علي أنه نوع من التفاعل تخضع
بدورها للبحث العلمي والتوجيه الهادف ومن ثم يمكن تجنب تكتل الثروات في أيدي قلة
من المجتمع مما يؤدي الي فقدان الثقة بين أفراده التي تقود المجتمع بدورها الي خلل
في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد .
*معاجة مشكلات العدوان والحرب : الانسان في علاقاته الاجتماعية السليمة والعدوانية
هو مناط البحث في علم النفس الاجتماعي كما تسفر عن ذلك مظاهر التنشئة الاجتماعية
ومن ثم فاهتمام علم النفس الاجتماعي بدراسة عناصر الخير والشر في علاقات الانسان
الاجتماعية يمكن أن تجنب العالم ويلات هذه الحروب وهكذا تبدو اهمية علم النفس
الاجتماعي في بحث ودراسة السلوك العدواني الفردي والجماعي والكشف عن العوامل
التي تؤدي الي ظهوره أو اختفائه تمهيدا للتحكم في نزواته وخاصة أن السلام انما يبدأ
في عقول البشر قبل أن ينتشر بين الشعوب والدول المختلفة ويرفرف علي ربوع الحياة.
*في ميدان التعلم : علم النفس الاجتماعي هو الذي يزود المعلم بالمعلومات الخاصة
بالنمو الاجتماعي للاطفال وطبيعة عمليه في التنشئة الاجتماعية ودور المدرسة فيها
والمدرس في حاجة ماسة الي فهم طبيعة تكوين الاتجاهات والقيم والمعايير الاجتماعية
وكيفية تعديلها أو تغييرها أو تقوية بعضها وكف البعض الاخر ويهتم المعلم أساسا بفهم
عملية التعلم وكيف يتم اكتساب الخبرة المؤدية الى التعلم فان عملية التعلم ذاتها تحدث
في وسط اجتماعي وبالتالي فهي تتأثر بذلك الوسط وبالعلاقات السائدة بين عناصره
البشرية والمدرسة ذاتها بيئة اجتماعية ووظيفتها الأساسية أن تعد التلاميذ للمعيشة في
المجتمع والتعامل مع أفراده تعاملا يؤدي الي نموهم من ناحية والي افادة المجتمع .
*في ميدان الخدمة الاجتماعية : الخدمة الاجتماعية طريق علمية لخدمة الانسان ونظام
اجتماعي يهتم بحل مشكلاته وتنمية قدراته ومعاونة النظم الاجتماعية الموجودة في
المجتمع للقيام بدورها واتخاذ نظم اجتماعية يحتاج اليها المجتمع لتحقيق رفاهية أفراده
ومن أهم أهداف الخدمة الاجتماعية تحقيق حياة أفضل عن طريق معاوناتها للنظم
الاجتماعية الأخري ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل علي الخدمة الاجتماعية أيضا أن
توجد من النظم الاجتماعية الجديدة ما يضمن للمجتمع التقدم والنمو والخدمة الاجتماعية
علي هذا النحو تحسن وتأخذ علي عاتقها تهيئة الظروف الاجتماعية الصالحة لايجاد
المزيد من هذا التأثير والتفاعل الناجحين في المجتمع بأفراده وجماعاته .
بقلم / سيدة حسن
إرسال تعليق