النمو الانساني
النمو ظاهرة طبيعية تميز حياة الكائنات وتختلف في نمطها باختلاف مستويات السلسة
الحيوانية وهو كعملية حيوية عبارة عن عدة عمليات تتميز بالانتظام والتكامل ،وتتضمن
تغيرات في التكوين أو الوظيفة وهذه التغيرات تتبع نموذجا معينا ولا تحدث بطريقة
عشوائية كما أن بينهما علاقة ايجابية وهي متصلة ومتكاملة ومستمرة وتمتاز بأنها
كبيرة وكثيرة في المراحل الأولي من حياة الفرد .
أما من وجهة النظر النفسية جانبين :الجانب البيولوجي والجانب الاجتماعي ومع
البعض يقصر تلك الدراسة علي التغييرات البيولوجية وتأثيرها المباشر في سلوك الفرد
فالفرد والبيئة هما المتغيران اللذان يجب دراستهما لفهم سيكولوجية النمو وهذان
المتغيران يجب النظر اليهما علي انهمامركب معقد مكون من مجموعة قوي مختلفة .
فالفرد في أي لحظة من لحظات حياته هو حصيلة عمليات وقوي متعددة فهو كائن
بيولوجي انسان له تركيبه الجسمي الخاص وعملياته الحيوية المستمرة وسلوكه
المستمر وخبراته المتعددة ويكون مع بيئته وحدة ديناميكية واحدة وهذه القوي
والعوامل تتغير من لحظة الي لحظة فهو في حياته ينمو ويتطور بمعني أن عملية النمو
هذه عملية ارتقائية مستمرة متكاملة حيوية ونتيجة عوامل تتكامل في تفاعل مستمر .
*أهمية دراسة النمو :
لدراسة مراحل النمو أهمية بالغة بالنسبة للمشتغلين بكثير من ميادين العلم المختلفة لأن
معرفة طبيعة المرحلة التي يمر بها الفرد طفلا كان أم مراهقا أم راشدا تساعد علي
توجيهه الوجهة السليمة التي ينبغي ان يسير فيها لكي يصبح مواطنا صالحا متكيفا مع
نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه الي جانب هذا فان دراسة مراحل النمو تساعدنا في
معرفة تأثير البيئة علي مظاهر النمو المختلفة ،ولذلك لا تقتصر دراسة النمو علي
معرفة خصائص النمو الطبيعي الجسمي والعقلي والنفسي ولكنها تهتم أيضا بمعرفة أثر
العوامل البيئية المختلفة كالتغذية أو التربية وكذلك أثر العوامل الوراثية كافرازات الغدد
والجهاز العصبي في سرعة النمو واتجاهاته .
*وهناك أهداف لدراسة النمو :
1-أهداف تربوية :معرفة خصائص النمو في كل مرحلة تساعد علي توفير أنواع النشاط
الجسمي والعقلي والاجتماعي التي تتناسب وقدرات الفرد وعلي ذلك فلا يعقل أن تطلب
من طفل السادسة ما تطلبه من الراشد الكبير ذلك لأن تكليف الطفل بالقيام بأعباء تفوق
قدراته الطبيعية من شأنه أن يشعره بالفشل والاحباط ويولد شعور بالياس والنقص .
*2-أهداف علاجية :تنتج عن معرفتنا بالميول الطبيعية والنزعات الشاذة في كل مرحلة
فمن المعروف ماهو ان ماهو طبيعي في مرحلة قد يعد شاذا في مرحلة اخري وغني عن
البيان أن المعرفة بجميع العوامل التي تؤثر في سلامة النمو وسرعته تفيد في الوقاية
من الاصابة بكثير من الاضطرابات كما تفيد في تقديم العلاج .
*3-أهداف علمية بحتة :تفيدنا دراسة مرحلة النمو المختلفة في معرفة الصفات الوراثية
التي يولد الفرد مزودا بها ويمكن تحديد الاعمار التي تظهر وتنضج فيها القدرات
الحركية والعقلية المختلفة وتلك الصفات المكتسبة من البيئة ونحن نحصل مثل هذه
المعرفة عن طريق مقارنة بيئات وأجناس وأعمار مختلفة .
*تعريف النمو وخصائصه:النمو هو سلسلة متتابعة من التغييرات التي تسير نحو اكتمال
النضج فهو اذن ظاهرة طبيعية وعملية مستمرة تسير بالكائن الحي نحو النضج ،ومن
ابرز خصائص هذا النمو أنه لايحدث فجأة اي أن ينتقل من مرحلة الي اخري تدريجيا.
ويلاحظ أن الخصائص الأساسية في عملية النمو أنها عملية داخلية بمعني انها تحدث
داخل الكائن الحي أي أن الكائن الحي هو نفسه مصدر نموه.
والنمو عبارة عن وحدة مستمرة ومتصلة يتأثر فيها النمو في المرحلة الراهنة بالسابقة
واثبتت التجارب ان عملية النموليست عملية تلقائية ثابتة حيث يتأثر السابق بالتالي .
بقلم /الكاتبة سيدة حسن
إرسال تعليق